شرح لمعة الاعتقاد
أهل بيت النبي ووجوب محبتهم
الرافضة يدَّعون أننا نبغض أهل البيت، وأنهم هم الذين يحبون أهل البيت هكذا عندهم. مَن أهل البيت؟ ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للعباس اسم> رسم> والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي متن_ح> رسم> قرابة النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم حق على أن نحبهم، ولا شك أن من قرابته عمه العباس اسم> فإنه عم النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم هو أيضا من الذين آمنوا، ومن الذين هاجروا، وإن كانت هجرته، إنما هي هجرة بعد الفتح أو قريبا من الفتح، ثم هو أيضا من الذين جاهدوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فله فضل الصحبة، وكذلك فضل القرابة، ولهم فضل الإسلام.
وكذلك بقية أقارب النبي -صلى الله عليه وسلم- أقاربه من بني هاشم لهم حق القرابة، فبنو العباس لهم حق القرابة، وبنو جعفر لهم حق القرابة وبنو عقيل لهم حق القرابة، وحتى الذين أسلموا من ذرية أبي لهب وحسن إسلامهم لهم حق القرابة، ومن ذرية أبي طالب لهم حق القرابة، وبقية أولاد أعمام النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى الذين كانوا في الجاهلية أو قبل الإسلام يصدونه كأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب اسم> ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم حق القرابة.
فكل هؤلاء من أهل البيت.
كذلك -أيضا- من أهل البيت زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- والرافضة يدَّعون أن أهل البيت فقط هم خمسة: النبي وعلي اسم> وفاطمة اسم> والحسن اسم> والحسين اسم> ثم يصلون ذرية الحسين، وأما ذرية الحسن فلا يدخلونهم في أهل البيت، وكذلك لا يدخلون جعفرا اسم> وأولاده في أهل البيت، ولا عقيلا اسم> وأولاده بأهل البيت، ولا العباس اسم> وأولاده بأهل البيت، ولا زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ويستدلون بقول الله تعالى: رسم> إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا قرآن> رسم> ونسوا أن هذه الآيات خطاب لزوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- قبلها قوله تعالى: رسم> وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ قرآن> رسم> أليس هذا معطوفا على ما قبله رسم> وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قرآن> رسم> كل هذا خطاب لزوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-.
جاءت بعدها في نفس الآية: رسم> إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا قرآن> رسم> جاء بعدها مباشرة رسم> وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ قرآن> رسم> فما قبلها خطاب لزوجاته، وما بعدها خطاب لزوجاته.
يقول الرافضة: إن الآية نزلت بخطاب المذكر، لماذا لم يقل: إنما يريد الله أن يذهب عنكن أهل البيت، ويطهركن، فالجواب أن نقول: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل معهم لأنه صاحب البيت، ولما دخل معهم غلب التذكير، فإن صاحب البيت لما كان مذكرًا غلب جانب التذكير، فقيل: رسم> إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ قرآن> رسم> يعني عنك يا محمد اسم> وعن أهل بيوتك أي زوجاتك، فإنهم أولى بأن يدخلوا معك في هذا الخطاب، رسم> إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا قرآن> رسم> يطهرك ويطهر زوجاتك ويطهر بناتك وما أشبه ذلك.
قد يستدلون -أيضا- بحديث الكساء حديث مروي يمكن -أيضا- أنه ليس بثابت، وفيه أنه دعى بالحسن اسم> والحسين اسم> وفاطمة اسم> وعلي اسم> وألقى عليهم كساءً، وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا، وأن أم سلمة اسم> قالت: وعني. فقال: إنك على خير، ولم يدخلها ..في الكساء.
ونقول: أولا إذا كان هذا ثابتا فلا شك أن زوجاته يدخلن في كونهن من أهل الكساء، ولا شك -أيضا- أن بناته يدخلن -أيضا- في ذلك لكونهن من أهل بيته، فبناته رقية اسم> زوجة عثمان اسم> وأم كلثوم اسم> زوجة عثمان اسم> وزينب اسم> زوجة أبي العاص اسم> وكلهم بلا شك من بناته وهن -أيضا- يدخلن كما دخلت فاطمة اسم> فليس أهل البيت خاصا بفاطمة اسم> إذا قيل إنها بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- .
وكذلك ليس علي اسم> أولى بالدخول من العباس اسم> وليس علي اسم> أولى بالدخول من أبي العاص اسم> وليس هو أولى بالدخول -أيضا- من عثمان اسم> فإن عثمان اسم> زوج ثنتين من بنات النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلي اسم> إنما تزوج واحدة، وعثمان اسم> ولد له -أيضا - أولاد، وأبو العاص اسم> ولد له أولاد وإن لم يشتهروا.
ذلك كله دليل على أن أهل البيت هم جميع قرابة النبي -صلى الله عليه وسلم- قرابته، ويدخل في ذلك زوجاته، فكون المسلمين يوالون أهل البيت يدخلون في ذلك جميع القرابة، عند الرافضة عقيدة أنه لا ولاء إلا ببراء، وأنكم لما توليت أبا بكر اسم> وعمر اسم> وعثمان اسم> وبقية الصحابة أنكم عاديتم أهل البيت، وأن أبا بكر اسم> وعمر اسم> أعداء ألداء لعلي اسم> ولذريته، فلا يكون أحد يحب الجميع، من أحب عليا اسم> يلزمه أن يبغض أبا بكر اسم> وعمر اسم> ومن أحب أبا بكر اسم> وعمر اسم> فلا بد أنه مبغض لعلي اسم> وذريته.
ونحن نقول: كلا بل نحن نحب عليا اسم> وفاطمة اسم> والحسن اسم> والحسين اسم> نحن نحب أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحن نواليهم جميعا ونحن نشهد بفضلهم، ولكن لا تكذبوا علينا وتقولوا: إنكم إذا أحببتم هؤلاء، أبغضتم هؤلاء، بل نجمع بين حبهم جميعا نحب الصحابة كلهم ونترحم عليهم، ونقول:
فعليهـم وعلـى الصحابـة كلهـم | صـلاة ربنــا تـروح وتغتــدي |
إنـي لأرجـو أن أفـوز بحبهــم | وبما اعتقدت من الشريعـة في غـد |
وفي حديث زيد بن أرقم اسم> أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في مكان يقال له غدير خم؛ لما رجع من مكة اسم> إلى المدينة اسم> بعد حجة الوداع، لما رجع، وأقاموا في ذلك الغدير يوما أو نحوه ذكر أنه خطبهم، وقال: رسم> إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله فيه الهدى والنور متن_ح> رسم> يقول زيد اسم> : فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: رسم> وأهل بيتي أُذَكِّركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي متن_ح> رسم> فقال الحاضرون: يا زيد اسم> من أهل بيته أليس نساؤه من أهل بيته؟ فقال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته هم الذين حُرموا الصدقة من بعده، فذكر منهم آل علي اسم> وآل عباس اسم> وآل جعفر اسم> وآل عقيل اسم> ونحوهم، يعني: أن هؤلاء قرابته الذين حرموا من الزكاة، وجعل لهم حق القرابة أي سهم ذوي القربى.
مسألة>